كأنّ الحروب والأزمات الاقتصادية لم تكن كافية، حتى تجتاحنا الأوبئة تباعًا! من "إيبولا" و"حمّى الوادي المتصدّع" و"حمّى الضنك" و"جنون البقر"، وقبل أن نفيق من رعب إلى آخر أخذت إنفلونزا الطيور دورها في إدخال الخوف والفزع، ولم نكد نطمئنّ بعض الشيء من رعب الطيور حتى تكشّف مرض خطر مع بداية العام، حيث أُعلنت إنفلونزا جديدة، ولا ذنب للطيور، فالمذنب هذه المرة هو الخنزير الذي أطلقوا اسمه على الإنفلونزا الجديدة.
وكالعادة سارعت منظمة الصحة العالمية وتلقفت الخبر وبثت تحذيرًا عاجلاً، ليتصدّر خبر الوباء الآتي من المكسيك نشرات الأخبار العالمية، مبشّرة بأنّه يهدّد بفناء البشرية عن بكرة أبيها. ولم تقصّر وسائل الإعلام "مشكورة" في التوعية واستضافت الأطباء لشرح أعراض الإصابة، وكيفية الاحتماء اختباءً، فيما عقدت الحكومات محاكمات ضدّ الخنازير، كذلك بثّت مشاهد من عملية تنفيذ الإعدام. وعرضت التقارير المصوّرة الخائفين من المرض يرتدون كمامات سبقهم في ارتدائها "المرحوم مايكل جاكسون"، إضافة إلى الإجراءات الدقيقة في المطارات حيث وُضعت الأجهزة لتكشف الوافدين وتضبط أيّ ارتفاع في درجة حرارة أجسادهم، حتى لو كان أحدهم يصطحب عروسه إلى رحلة "شهر العسل"!
ومن خبر وفاة هنا وإصابة هناك - أُصيب أخيرًا الرئيس الكولومبي "ألفارو أوريبي" بالفايروس، وكان قد سبقه رئيس كوستاريكا "أوسكار أرياس"- هرعت الحكومات (بعد أن تخلّصت من الخنازير) إلى عقد صفقات خصّصت لها مليارات الدولارات للإجراءات الأمنية، ومن أجل شراء لقاح "تامي فلو" والذي تبيّن بحسب بعض المصادر ومنذ "إنفلونزا الطيور" أنّ وزير الدفاع الأميركي السابق "دونالد رامسفيلد" عضو في مجلس إدارة المختبر الذي طوّره في كاليفورنيا وهو من كبار المساهمين!!
ومما يشكّك في حقيقة الوباء وتبعًا للأرقام التي تسجّل لحالات الوفاة كلّ يوم، تظلّ الحالات محصورة بأشخاص كانوا يعانون في الأساس أمراضًا خطرة، بحسب وزارات الصحة، وتظل المواجهة الكبرى خلال موسم الحج المقبل، الأمر الذي دفع ببعض العلماء وبعض الجهات الصحية والبيئية إلى تأجيل أداء العمرة والحج خوفًا من العدوى. وهو ما يجعلنا نسلّم أمرنا لخالق الأرض والسماء القادر وحده على تخليصنا من كلّ عدوى "فايروسية". حمانا وإياكم الله يا معشر البشر.. وكلّ إنفلونزا جديدة وأنتم بخير!
هناك تعليق واحد:
مقال رائع والاروع جمالك الأخّاذ.
إرسال تعليق