| موسى إبراهيم |
(مها طه)
مجلة مرآة الخليج
بدأ مسيرته الاعلامية في سن مبكرة، ليخوض تجربته متسلحا بالعلم والثقافة، وبعد سنوات من العمل والجهد، وما اكتسب من خبرة وكفاءة، اصبح موسى ابراهيم اليوم... مديراً للاخبار في محطة الـ (NBN).
أنت صاحب تجربة طويلة في العمل الاعلامي،حدثنا عن بداياتك؟
الصدفة ادخلتني عالم الاعلام،حيث كنت اطمح إلى دراسة هندسة الديكور،ولكنني قدمت امتحان الدخول الى كلية الاعلام ونجحت، وهنا تحولت مسيرة حياتي،وبدأت العمل الاعلامي كمذيع بعمر الـ 19، وكنت اصغر مذيعاً للاخبار في العالم في ذلك الحين.ولكنني اجتهدت وعملت على تحسين ادائي وتثقيف نفسي،بجهد ذاتي اضافة الى مساعدة الآخرين.
بدأت العمل في هذه المحطة قبل انطلاقتها الفعلية،وكنت امتلك تجارب سابقة وخبرة حافلة في عالم الصحافة المكتوبة والاعلام المرئي والمسموع،التي واكبتها في جميع مراحلها،فانا من الرعيل الاول في ال NBN .
بعد سنوات من العمل في محطة الـ (NBN)،من اعداد وتقديم نشرات الاخبار،اضافة الى الحوارات السياسية الصباحية،عينت مؤخرا مديراً للاخبار في الـ (NBN)، حدثنا عن مهامك الجديدة وكيف استطعت ان الوصول الى هذاالمنصب؟
بصراحة اقول:انا مكافح... وخدمت المحطة من كل قلبي.وهو أمر يقره الزملاء والقيميين على المحطة.اما عن مهامي الجديدة فهي دور اساس داخل قاعة التحرير كنت اقوم به الى حد ما قبل تعييني الرسمي،وباشراف من القيميين،وتحديداً من قبل الاستاذ قاسم سويد،وذلك انطلاقاً من ثقتهم بي.وتوليت المنصب رسميا منذ شهرين تقريباً،ولم تتغير طبيعة عملي انما اتسعت دائرة الاشخاص الذين اتعامل معهم،وخرجت من قاعة التحرير الى كل الاقسام التي تتعلق بالاخبار.وزادت إلى حد ما ساعات العمل وقد تصل أحياناً الى 15 ساعة يومياً حيث اصبحت شبه مقيم داخل المحطة،للاشراف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بتفاصيل الاخبار،بدءاً من أول نشرة الأخبار وحتى الأخيرة.
ما رأيك بالقنوات العربية الاخبارية؟وهل تعتقد انها استطاعت ان تكون موضوعية في نقل الخبر للمشاهد؟
هناك الكثير من المنظرين الذين يتحدثون عن الحيادية والحرية والموضوعية،ولكن بطبيعة الحال لا توجد وسيلة اعلامية على سطح الكرة الارضية تقدم الخبر كما هو.
ونحن كعرب،لا يجب ان ننظر إلى قضايانا بتجرد،حيث أننا جزء منها،وإلا لاكتفينا بمحطة واحدة فقط تشرف عليها الدولة.للإعلام دور مهم في خدمة قضية معينة و يجب ان يلعبه،على سبيل المثال،هل يعقل خلال حرب تموز أن نضع لبنان وإسرائيل على حد سواء؟،من هنا نجد ان هناك قضايانا التي يجب علينا ان نسلط الضوء عليها.ومطلوب من اعلامنا وتحديداً اللبناني الانحياز في مواجهة التضليل الاعلامي الهائل الذي يضخه الاعلام الصهيوني والاميركي، وجزء من الاعلام الاوروبي،لاننا معنيون ربما اكثر من غيرنا في مواجهة هذا التضليل الاعلامي الكبير.
اما اذا أخذنا تجربة الجزيرة باعتبارها الرائدة،فأجد انها لعبت دوراً هاماً رغم بعض الملاحظات. واستطاعت ان تصل الى حقائق ما يجري من قضايا ،وفي وقت ما استطاعت ان تنافس الاعلام العالمي،خصوصا في معظم المحطات الساخنة،حيث كانت مصدراً للصورة والخبر لوسائل الاعلام العربية والغربية،وان تهم في صناعة الحدث واظهاره الى العالم.لكنها في بعض الاحيان،دخلت الى موضوع «الحزازيات العربية _العربية»،انما لا يمنع ذلك من الاعتراف بانها استطاعت ان تطبع بصمة بين وسائل الاعلام العالمية التي لا اعتقد ان لدينا محطات اخبارية تنافسها.
على صعيد الاعلام المحلي اللبناني؟
لا أرى تميزاً لمحطة على اخرى،هناك تشابه فيما بينها،وربما نجد محاولات من قبل بعض القنوات،للتميز عبر تحقيق او مقابلة،لكنها محاولات متاحة للجميع.ويبقى التميز في الخبر نفسه وكيفية التعاطي معه في كل محطة لاعطائه وقعاً رشيقاً على اذن المشاهد .
ماهي قراءتك السياسية للوضع الداخلي اللبناني،في ظل الاحداث والأزمات التي يمر بها لبنان منذ فترة؟
من خلال الاحداث التي مر بها لبنان أخيراً،أرى انه يسير على طريق الحل،ربما بعد توصل كثير من الفرقاء الى قناعة تفيد بأن الجميع قد وصل الى طريق مسدود، لم يكن لديهم من خيار سوى البحث عن حل او تسوية،قبل ان يصلوا الى حرب يبحثون فيما بعد على ايجاد تسوية لها، كما حدث في فترات سابقة.اضافة الى تاثير المسار الدولي والاقليمي حول لبنان، وهو الامر الذي ربما قد أوصلهم الى التسليم بالواقع.
فضلاً عن التحولات التي نشهدها على مستوى العلاقات والاتفاقات الدولية والتسويات التي تجري بالمنطقة،وسقوط رهانات لدى بعض القوى،الى ان بدأت تتبلور الأمور وتتضح الرؤية،بمؤتمر “انا بوليس”الذي عقد أخيراً،والهوامش التي أحاطت به،وأهمها لقاء وزيرة الخارجية الاميركية مع الوفد السوري،ولقاءات اخرى تلك التي أُعلن عنها،وتملك التي لم يُعلن عنها، ما شكل نقطة تحول لمسار الامور في اتجاه البحث عن تسويات معينة لقضايا ساخنه ليس على وقع الرغبة الاميركية،بل على وقع المأزق الاميركي في العراق.وكان لهذه العوامل مجتمعة التاثير على مفاتيح القوى في 14 اذار،للبدء جديا في البحث عن تسوية تخرج من خلالها بنصف هزيمة،لأن المسار بعد فترة كان سيؤدي بهم الى هزيمة كاملة.
بعيدا عن الاخبار والسياسة قدمت روايتك الأولى “سيريلانكيتي الفلبينية “،لماذا حمل الكتاب هذا العنوان،وما السبب الذي دفعك إلى كتابة هذا الموضوع؟
عنوان الكتاب يحمل بعدين، البعد الاول،انه كثيرا ما نصادف “عاملات اجنبيات” خلال حياتنا اليومية،حيث ان غالبية اللبنانيين يطلقون على العاملة الاجنبية “سيريلانكية”،ومهما اختلفت جنسيتها،لدرجة انهم ربما غاب عنهم ان “سيرلانكا” دولة،حتى كادت الكلمة ان تصبح علامة مسجلة لكل عاملة أجنبية.
اما البعد الثاني فجاء من خلال طريقة التعاطي السلعي معهن بقصد او بغير قصد من قبل بعض اللبنانيين،وعلى سبيل المثال عندما نقرأ موضوع عن “العاملات الاجنبيات” يكتب على الشكل التالي (فلان يقتني خادمة في منزله) وكأن هذه الانسانه سلعة.في أي إعلان في مكاتب تتعاطى بامور العاملات نقرأ “استيراد خادمات” وهو نوع من العنصرية والتعالي.
أما الرواية التي اشير الى انها التجربة الروائية الاولى التي كتبت في هذا الموضوع،والتي كنت قد فكرت بكتابتها منذ عامين تقريبا،بعد أن امتلأت صفحات الحوادث في الجرائد اليومية بمجموعة من الاخبار التي فتتعلق بـ“العاملات الاجنبيات” من اعتداء وهروب الى سرقة وغيرها،وقد أدت كلّ هذه العوامل الى دفعي الى التوقف عند الموضوع،خصوصا في ظل وجود عدد كبير من العاملات في لبنان،وبالتالي اصبحن جزءاً من المجتمع اللبناني نؤثر فيهن ويؤثرن فينا،لدرجة اصبح فيها اطفالنا فيها يرددون لغاتهن المختلفة،وأجيال ساهمن في تربيتها وخصوصاً بسبب دورهن الذي لم يتوقف عند الأعمال المنزلية بل امتد الى تربية الاطفال لأن السيدة اللبنانية لا تكتفي بأن تكون ربة منزل فقط،وبالتالي لم يعد وجود العاملات الاجنبيات في حياتنا ليست ظاهرة عابرة بل اصبح لها علاقة بالتركيبة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
هل الأحداث الدرامية للرواية حقيقية ؟
الرواية جاءت نتيجة مزج قمت به بين اشخاص حقيقيين وأحداث حصلت بالفعل،أي مزجت بين مجموعة شخصيات ومجموعة قصص،وهكذا تم بناء الشخصيات الدرامية في الرواية.
هل لديك في المنزل “عاملة أجنبية”؟
(يضحك) ثم يجيب : نعم لدينا عاملة اجنبية،ولكن “سيريلانكيتي _ بنغلاديشية
”.
ماذا تقول لعام 2007 ولعام 2008 ؟
من 2005 وحتى 2007 تنذكر ما تنعاد، واذا استمر المسار الحالي لحل الازمة ستكون 2008 بداية لاعادة تكوين البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق