22‏/09‏/2010

ريمون عودة .. من مصارف المال .. الى وزارة “وجع البال”!

ريمون عودة
مها طه _مجلة بانكو



" لست رجلا سياسيا، بل اقتصادي، لكن امام مسؤولية وطنية هناك واجب المشاركة، والحمد لله تشكلت الوزارة، وأمل أن تستطيع الحكومة أن تحل مشاكل عدة " .
 بهذه العبارات عبر ريمون عودةعن نفسه فور تسلمه حقيبة وزارة المهجرين في حكومة الوحدة الوطنية التي شهدت النور بعد اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وأعرب عودة عن امله في "أن يكون آخر وزير للمهجرين"، وذلك من خلال العمل بكل ما في وسعة  "لانهاء ملف عودة المهجرين بالكامل، بحيث نستطيع في حال توافر الاموال اللازمة انه عند تسلمة حقيبته الوزارية، قام بخطوة نادرة بين السياسين،هي التخلي عن رئاسة مجلس ادارة بنك عوده_ مجموعة عودة سرادار، طيلة فترة توليه الوزارة، وذلك من اجل التفرغ الكامل لمهامه الوزارية، ومنعا لاي امكان تضارب بين الشأن العام والعمل
 الخاص.


                               
  دفء العائلة 
يقول ريمون عودة : " تعلّمنا من عائلتنا أن يكون الإنسان مستقيماً ويخاف ربّه، ويحافظ على
مبادئه، أما الحكمة الكبيرة فقد تعلّمتها من الحياة، وهي أن لا أخاف من شيء طالما أنني أستند
 إلى قناعتي بالعمل الذي أقوم به، ومهما واجهت من صعوبات وعقبات، فأنا أتأمّل الخير دائماً
ولا أدع لليأس طريقاً، وبذلك يترسّخ إيماني بالحياة وبالمستقبل".


عاش ريمون عودة في جو عائلي دافيء ومميز، تعود جذوره الى مدينة صيدا حيث تعلم من
عائلته اساسيات الاخلاق الاستقامة ومخافة الله والمباديء والاخلاق .. فتكونت شخصيتة في ذلك
البيت الجميل في حارة عودة في صيدا القديمة وبين اسرته الي ترجع جذورها الى مدينة  صيدا.
وهكذا بدأ ريمون عودة حياته العملية ايضا في جو عائلي فامتهن العمل المصرفي في المؤسسه
المصرفية التي اسستها عائلته  في صيدا  والتي مازالت تحمل نفس الاسم. وعلى الرغم من عدم
التحاقه بالتعليم الجامعي استطاع عودة شق طريقه العملية، اذ تمتع بذكاء وطموح وحكمة اكتسبها
من الحياة التي يعتبرها الجامعة الحقيقية فتمكن من تطوير مؤسسة عائلته المصرفية و بمساعدة  
من شقيقيه جورج وجان. كما ساعده هذا  الطموح والعمل الناجح في الانطلاق نحو الخارج
فكانت البداية من صيدا الى بيروت وصولا الى الكويت المحطة الهامة في رحلته العملية ومنها
إلى دول العالم، حتى اصبح ريمون عودة رئيس مجلس إدارة بنكعودة، ورئيس مجموعةٍ من
 ستة مصارف منتشرة في الدول العربية وحول العالم في الولايات المتّحدة  وأوروبا.
وعن مرحلة خروجه من لبنان وتوسع اعماله يقول عودة: "على الرّغم من أننا كنا إبان الظروف
الصعبة، التي مرّ بها البلد، مضطرين للالتجاء إلى الخارج مما ساهم في اتّساع دائرة عملنا، 
لكننا بعد زوال هذه الظروف عدنا إلى مقرّنا الأساسي الذي نعتزّ به، ونعمل من أجل أن يعود
 أفضل مما كان".
                              الجامعة الحقيقية
يرى  عودة أن الحياة هي الجامعة الحقيقية، وأن ثقافة أيّ إنسان تكمن في موهبته وإمكانيته
لتنمية هذه الموهبة، ويشدّد على أهمية التعليم المهني اليوم  فيقول: "كثيرون حصلوا على
الشهادة الجامعية وأصبح هناك تنافس وتضخّم بين حاملي مثل هذه الشهادات، بينما يختلف الأمر
بالنسبة للمهنيين والذين برأيي لديهم فرص للرّبح وصنع المستقبل أكثر من غيرهم من المتعلمين".
                ريمون عودة .. وفيّ لمدينة صيدا
رغم من النجاح الكبير لريمون عودة ومؤسسته المصرفية في الخارج الا ان هذا النجاح لم
ينسه وطنه لبنان ومدينة صيدا، وطالما اعتز بكونه من ابناء الجنوب وفي حس وطني
يتمتع به، ويعبر عنه:
"لا يمكن لأيّ إنسان لديه ضمير أن يتجاهل أساسه وجذوره، ونحن جذورنا تكمن في هذه المدينة
وتمتدّ في عمق هذا الجنوب. إننا نعتزّ بأننا منة أبناء الجنوب الذي نحبّه وسنبقى متعلقين به،
وسنكرّس هذا التعلّق في نفوس أبنائنا وأحفادنا"..
                   العمل على الايجابيات وترك السلبيات
"لا يجب أن نصف أنفسنا بالمحرومين والفقراء والبؤساء، ففي الجنوب رجالاتٌ وطاقاتٌ وجالياتٌ
كبيرةٌ من المغتربين الذين انطلقوا منه ورفعوا رأسه ورأس لبنان عالياً، ومهمّة هؤلاء ليس فقط
 أن يشيدوا القصور والمنازل الفخمة في مناطقهم، بل أن يساعدوا مجتمعهم ويساهموا في تأمين
المدارس والمستشفيات وإنشاء المصانع والمؤسّسات التي من شأنها أن تنمّي هذه المنطقة وتؤهّلها
 للمستقبل".
كلماته تلك دعت اهل الجنوب لتكريس الطاقات الجنوبية التي تكمن في المغتربين وقوتهم
الاقتصادية الكبيرة الذين حثهم على المساهمة في بناء المدارس لتعليم الاجيال والمصانع
والمؤسسات لتوفير فرص عمل للشباب الجنوبي.  
                                  ريمون عودة الانسان
الى جانب عمله وانجازاته المالية والمصرفية اهتم ريمون عودة بالشأنين الاجتماعي والتراثي،
حيث كان من أبرز المساهمين في إحياء المناطق الاثرية التراث اللبناني من خلال أعمال ترميم
 بعض المعالم التاريخية في صيدا وغيرها من المناطق والحفاظ عليها، ومنها متحف الصابون في
صيدا القديمة وتحديدا في حارة عودة حيث منزل آل عودة، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن
السابع عشر ثم  تم تحويله سنة 2000 إلى متحف للصابون، وهو يعرف على طرق صناعة
 الصابون وتاريخ صناعته. بالاضافة الى العمل الكبير الذي بذله ريمونعودة من أجل
 إعادة تأهيل المتحف الوطني في بيروت، كما يسجل له اسهاماته في تنظيم وإنجاح المعارض
الفنية في لبنان والخارج مثلما ساهم عودة في إنشاء مركز الرعاية الدائمة الخاص بمرضى
السكري والتلاسيميا من الأطفال والذي تشرف عليه السيدة منى إلياس الهراوي. ولم تقف اعماله
هنا اذ نجد يده دائما ممدودة للاعمال الخيرية من خلال تبرعات واسهامات مالية ذات قيمة كبيرة.
                                      
                    مصارف عودة تعكس ذوق فنان
اهتم ريمون عودة بالفن فحول مباني مصارف المجموعة التي يرأسها الى متاحف تحوي
 مجموعات من التحف التي تعود الى قرون سابقة كما في الادارة العامة لبنك عودة (سويسرا)،
كما يعتبر المقر الرئيسي لبنك عودة في بيروت ( بنك عودة بلازا) في وسط بيروت احد اروع
مباني المدينه وقد انجزه فريق هندسي من نخبة المهندسين المعماريين اللبنانيين والاوروبيين. اما
محتوياته فهو يضم مجموعة فنية من أفضل أعمال رسامين من لبنان وفرنسا.  
                                وسام الارز
النشاط اللافت لريمون عودة في المجالات المختلفة، حدا برئيس الجمهورية آنذاك إلياس الهراوي
إلى منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
                                                                                           

ليست هناك تعليقات: